الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية فرنسا: تقرير صادم يكشف تصاعد التمييز ضد المسلمين

نشر في  05 ديسمبر 2025  (12:09)

كشف تقرير صادر عن هيئة الدفاع عن الحقوق في فرنسا، يوم الخميس، عن تزايد مقلق في حالات التمييز المبني على الدين، وخاصة ضد المسلمين، في بلد يُعد موطناً لأكبر جالية مسلمة في أوروبا الغربية. وبحسب نتائج الاستطلاع المرفق بالتقرير، فإن واحداً من كل ثلاثة مسلمين في فرنسا يؤكد أنه تعرض لشكل من أشكال التمييز الديني.

ويظهر التقرير أن 34% من المسلمين أو من يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، أفادوا بأنهم واجهوا ممارسات تمييزية، مقارنة بـ 19% فقط من معتنقي ديانات أخرى مثل اليهودية والبوذية، و4% فقط من المسيحيين.

النساء المسلمات في واجهة التمييز

التقرير بيّن أيضاً أن النساء المسلمات هن الأكثر عرضة للإقصاء والوصم، حيث وصلت النسبة بينهن إلى 38% مقابل 31% بين الرجال. ويشير إلى أن ارتداء الحجاب يجعل المرأة المسلمة هدفاً مباشراً للتمييز في الفضاء العام وفي سوق العمل على حد سواء.

وجاء في التقرير أن العديد من المحجبات أُجبرن على ترك وظائفهن، أو قبول أعمال أقل من مؤهلاتهن، أو الاتجاه نحو العمل الحر بسبب صعوبة حصولهن على فرص عمل. كما ذكر أن بعضهن يواجهن قيوداً حتى في ممارسة الرياضة.

تمييز في تصاعد منذ سنوات

ووفق الإحصائيات الواردة، فإن 7% من المستجوبين أكدوا تعرضهم للتمييز الديني خلال السنوات الخمس الأخيرة، مقارنة بـ 5% فقط في عام 2016، ما يعكس منحى تصاعدياً مثيراً للقلق.

وتعاني فرنسا تاريخياً في قياس حجم التمييز بشكل دقيق، نظراً لمنع القانون جمع بيانات رسمية تتعلق بالعرق أو الدين، في سياق حماية الخصوصية. إلا أن التقرير الجديد استند إلى استطلاع واسع شمل خمسة آلاف شخص من مختلف المناطق والفئات.

العلمانية الفرنسية… مفهوم يُساء فهمه

وأشار التقرير إلى أن نحو ربع المشاركين في استطلاع آخر يعتقدون خطأً أن العلمانية الفرنسية تعني “منع الرموز الدينية في الأماكن العامة”، وهو فهم مخالف للقانون الصادر عام 1905 الذي يؤسس لحرية المعتقد وفصل الدين عن الدولة.

وأكدت رئيسة هيئة الدفاع عن الحقوق، كلير هيدون، أن بعض الإجراءات التي يُقال إنها تهدف إلى مكافحة التمييز، مثل منع الحجاب في بعض الأماكن، تؤدي عملياً إلى تعزيز الإقصاء والعداء تجاه المسلمين.

دعوات لإصلاح السياسات وتعزيز الوعي

اختتم التقرير بتوصيات تدعو إلى نشر وعي أعمق بمفهوم العلمانية الحقيقي، وإلى مراجعة السياسات التي قد تسهم في تأجيج التمييز الديني بدلاً من الحد منه، خاصة في سياق تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين منذ الهجمات الدامية التي شهدتها باريس عام 2015.

ويقول العديد من المسلمين في فرنسا إنهم يعيشون شعوراً متزايداً بالتهميش والاستهداف، في ظل مناخ سياسي وإعلامي مشحون.